أخطاء تقع فيها الأم بعد ولادتها الأولى:
إن ولادة الطفل الأول تمثل تجربة فريدة وعميقة في حياة الأم. إنها لحظة مليئة بالفرح والمشاعر المختلطة، بالإضافة إلى مسؤوليات جديدة وكثيرة. ومع كل هذا، يواجه العديد من الأمهات الجدد تحديات كبيرة بسبب نقص الخبرة، مما قد يؤدي إلى ارتكاب بعض الأخطاء التي تؤثر على راحتهم وصحة طفلهم. في هذا المقال، سوف نناقش مجموعة من الأخطاء الشائعة التي تقع فيها الأم بعد ولادتها الأولى وكيفية تجنبها.
1. إهمال الراحة الشخصية
من أبرز الأخطاء التي تقع فيها الأمهات الجدد هو إهمال الراحة الشخصية. قد يكون من الصعب على الأم الجديدة أن تجد الوقت للراحة بسبب رعاية الطفل المستمرة. مع ذلك، يعد أخذ قسط من الراحة أمراً حيوياً لتمكين الأم من التعامل مع التحديات اليومية. من المهم أن تتذكر الأم أنها بحاجة إلى الراحة لكي تتمكن من العناية بنفسها وبطفلها بشكل أفضل.
قد تجد الأمهات صعوبة في أخذ فترات استراحة لأنهن يشعرن بالذنب أو القلق من ترك الطفل لبضع ساعات، ولكن يجب أن تعرف الأم أن الراحة ضرورية لصحتها الجسدية والنفسية. يمكنها طلب المساعدة من أفراد الأسرة أو الأصدقاء لرعاية الطفل لفترات قصيرة.
2. الإفراط في القلق بشأن الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية من أهم الأمور التي تشغل بال الأمهات الجدد. تحاول الكثير من الأمهات تحقيق الرضاعة الطبيعية الناجحة، لكن في بعض الأحيان يفرطن في القلق حول ما إذا كان الطفل يحصل على الكمية الكافية من الحليب. قد يؤدي هذا القلق المفرط إلى التوتر، مما يؤثر على قدرة الأم على الرضاعة بشكل طبيعي.
يجب على الأمهات أن يتذكرن أن التوتر يمكن أن يؤثر على تدفق الحليب، وأن الرضاعة هي عملية تحتاج إلى وقت لتطويرها وتكيّف الطفل معها. يمكن للأم طلب استشارة من استشاري الرضاعة أو أطباء الأطفال إذا كانت تشعر بقلق مفرط.
3. إهمال التغذية السليمة
بعد الولادة، يحتاج الجسم إلى وقت للتعافي من الحمل والولادة. إذا لم تأخذ الأم الجديدة الوقت الكافي للتركيز على غذائها، فقد يؤثر ذلك على طاقتها وصحتها العامة. في كثير من الأحيان، قد تنشغل الأم برعاية طفلها وتنسى العناية بنفسها، مما يؤدي إلى التغذية غير المتوازنة.
إن تناول طعام صحي ومتنوع يوفر للأم الطاقة الضرورية لمواجهة تحديات الأمومة. يجب على الأم أن تحرص على تناول وجبات متكاملة تشمل البروتينات، الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة. كما أن شرب كميات كافية من الماء يعد أمرًا مهمًا للحفاظ على الرضاعة الطبيعية وصحة الجسم بشكل عام.
4. إهمال الصحة النفسية والعاطفية
الصحة النفسية بعد الولادة من الموضوعات التي غالبًا ما يتم تجاهلها. تعاني العديد من الأمهات من التغيرات الهرمونية والمشاعر المتناقضة بعد الولادة، مما قد يؤدي إلى الاكتئاب بعد الولادة أو القلق الزائد. في بعض الحالات، قد تشعر الأم بالعزلة بسبب التغيرات التي تمر بها.
يجب على الأمهات أن يطلبن المساعدة عندما يشعرن بالحاجة إليها. يمكن أن تكون المشاركة في جلسات دعم ما بعد الولادة أو التحدث إلى مستشار نفسي مفيدة. من المهم أن تكون الأمهات على دراية بأن مشاعرهم طبيعية وأنه يمكنهم الحصول على المساعدة دون الشعور بالذنب.
5. إغفال أهمية التحدث عن التغيرات في الجسم
بعد الولادة، يمر جسم المرأة بالكثير من التغيرات التي قد تكون صعبة ومؤلمة. بعض الأمهات قد يشعرن بالإحراج أو الخجل من التحدث عن التغيرات الجسدية التي قد تحدث، مثل زيادة الوزن أو مشاكل الحوض أو التغيرات في شكل الثديين. لكن من المهم التحدث عن هذه التغيرات مع أطباء النساء أو غيرهم من المحترفين الصحيين.
التحدث عن التغيرات الجسدية يمكن أن يساعد الأمهات في التكيف مع ما يمر بهن. يمكن أن يقدم الأطباء نصائح حول كيفية استعادة اللياقة البدنية بعد الولادة أو كيفية التعامل مع أي مضاعفات قد تحدث.
6. إفراط الاهتمام بمثالية الأمومة
في العصر الحديث، تتعرض الأمهات للكثير من الضغط ليكن مثاليّات في رعاية أطفالهن. قد تشعر الأم بأنها يجب أن تكون دائمًا على أعلى مستوى في كل شيء: من الحفاظ على نظافة المنزل إلى إعداد وجبات صحية ومتوازنة، إلى أن تكون أمًا مثالية. لكن الحقيقة أن الكمال غير ضروري، وعادة ما يكون غير واقعي.
من المهم أن تكون الأم رحيمة مع نفسها وتدرك أن الأمومة ليست عن الكمال، بل عن المحاولة والاعتناء بالطفل قدر الإمكان. يمكن للأم أن تطلب المساعدة إذا شعرت أنها بحاجة إليها أو أن تستعين بالأدوات المناسبة لتيسير الحياة اليومية.
7. الاعتماد المفرط على الأجهزة التقنية
قد تلجأ بعض الأمهات إلى استخدام الأجهزة التقنية، مثل المراقب الصوتي للطفل أو الأجهزة الذكية لقياس نشاط الطفل، بشكل مفرط. يمكن أن تصبح هذه الأجهزة مصدرًا للقلق المستمر بسبب الإفراط في مراقبة الطفل.
رغم أن هذه الأجهزة قد تكون مفيدة في بعض الأحيان، إلا أن الاعتماد المفرط عليها قد يجعل الأم تشعر بالتوتر الدائم. من الأفضل أن تتعلم الأم الاستماع إلى طفلها والاستجابة لاحتياجاته بشكل طبيعي بدلاً من الاعتماد بشكل كامل على التكنولوجيا.
8. الضغط الزائد على الزوج أو الشريك
في كثير من الأحيان، تشعر الأمهات الجدد أنهن يجب أن يتحملن جميع المسؤوليات بمفردهن. هذا قد يؤدي إلى الإرهاق الشديد والضغط النفسي. من المهم أن يتعاون الزوج أو الشريك في رعاية الطفل وتقسيم المسؤوليات. التعاون المشترك يعزز العلاقة بين الزوجين ويساهم في الراحة النفسية للأم.
يجب أن تكون الأمهات على دراية بأن الأب أيضًا بحاجة إلى دور نشط في رعاية الطفل، ولا يجب أن تحمل الأم العبء بأكمله. الحوار المفتوح والاحترام المتبادل هما الأساس لتوازن الأسرة.
9. التقليل من أهمية الزيارة للطبيب والمتابعة الطبية
من الأخطاء الشائعة التي يمكن أن تقع فيها الأمهات بعد ولادة الطفل الأول هي التقليل من أهمية الزيارة للطبيب والمتابعة الطبية. قد تعتقد بعض الأمهات أنهن يمكنهن العناية بأنفسهن أو أن الطفل في صحة جيدة بمجرد أن يمر بعض الوقت. لكن الحقيقة أن الزيارة المنتظمة للطبيب بعد الولادة تعد ضرورية لضمان التعافي الجيد للأم ومراقبة صحة الطفل.
إجراء فحوصات ما بعد الولادة من قبل الطبيب يسمح بمراقبة أي مشاكل صحية قد تظهر على الأم بعد الولادة، مثل مشاكل الحوض أو التغيرات الهرمونية. كما أن المتابعة مع الطبيب للأطفال تساعد في تحديد أي مشاكل صحية مبكرًا.
10. التوقعات غير الواقعية
في بعض الأحيان، تتوقع الأمهات الجدد أن تكون الحياة بعد الولادة مليئة بالمثالية. قد يتصورن أن الطفل سوف ينام طوال الليل أو أنهن سوف يحققن التوازن بين العمل والمنزل بسهولة. ولكن الواقع غالبًا ما يكون مختلفًا، ومن المهم أن تكون الأم على استعداد لتقبل التحديات والضغوطات التي قد تأتي مع الأمومة.
يجب أن تكون الأمهات مستعدات لتوقع الصعوبات وأن يتعاملن معها بالصبر. التوقعات غير الواقعية قد تزيد من الشعور بالإحباط والإرهاق.
